6 أساليب تُساعدك على تذكر المعلومات
في حياتنا اليومية، نواجه العديد من المعلومات التي يتعين علينا تذكرها، سواء في مجال الدراسة أو العمل أو حتى في العلاقات الشخصية. ولكن، مع تزايد حجم المعلومات التي نتعرض لها، يصبح من الصعب تذكر كل شيء بشكل دقيق وفعال. إذن، كيف يمكننا تحسين ذاكرتنا؟ كيف يمكننا أن نتمكن من تذكر أكبر عدد من المعلومات في وقت قصير؟ هناك العديد من الأساليب والتقنيات التي يمكن أن تساعد في ذلك. في هذا المقال، سنتناول ستة أساليب فعّالة تساعدك على تذكر المعلومات وتحسين أداء ذاكرتك.
1. تقنية التكرار المتباعد (Spaced Repetition)
تعدّ تقنية التكرار المتباعد واحدة من أكثر الأساليب فعالية لتحسين الذاكرة على المدى الطويل. وتعتمد هذه التقنية على فكرة أن تكرار المعلومات في فترات زمنية متزايدة يساعد الدماغ على تخزينها بشكل أفضل.
عندما تقوم بتكرار المعلومات بعد فترات معينة، فإنك تعزز الروابط العصبية في الدماغ، مما يجعل المعلومات أكثر استقرارًا في الذاكرة. على سبيل المثال، يمكنك دراسة موضوع معين، ثم بعد ساعة تقوم بمراجعته، وبعد يوم تكرر المراجعة، ثم بعد أسبوع أو حتى شهر تعود مرة أخرى لمراجعة نفس المادة. هذا التكرار المتباعد يعزز عملية الاحتفاظ بالمعلومة على المدى الطويل.
تستخدم العديد من التطبيقات الحديثة مثل “Anki” و “Quizlet” هذه التقنية لتساعد الطلاب في حفظ المفردات أو المواد العلمية.
2. تقنية ربط المعلومات (Mnemonic Devices)
من أكثر الأساليب شيوعًا واستخدامًا لزيادة القدرة على التذكر هي تقنيات الربط أو ما يعرف بالأجهزة المساعدَة (Mnemonic devices). تتيح هذه التقنية للدماغ الربط بين المعلومات الجديدة والمعلومات التي سبق أن خزّنها بشكل يسهل تذكرها.
مثال شهير على هذه التقنية هو استخدام الاختصارات. على سبيل المثال، لتذكر أسماء الكواكب في النظام الشمسي، يمكن للمرء استخدام الجملة “My Very Educated Mother Just Served Us Nachos” والتي تحتوي على الحروف الأولى للكواكب في ترتيبها الصحيح:
-
M: Mercury
-
V: Venus
-
E: Earth
-
M: Mars
-
J: Jupiter
-
S: Saturn
-
U: Uranus
-
N: Neptune
يمكن استخدام هذه الطريقة أيضًا لتذكر قوائم أو تسلسل معين من الأفكار أو العمليات.
3. تقنية التصوير الذهني (Visualization)
التصوير الذهني هو أحد الأساليب التي تساعد في ربط المعلومات بالصورة، مما يسهل تذكرها. يقال إن الدماغ يتذكر الصور أفضل من الكلمات، ولذلك يمكن استخدام التصوير الذهني لتحسين الذاكرة.
على سبيل المثال، إذا كنت بحاجة لتذكر معلومات معينة حول كتاب أو موضوع معين، يمكنك أن تتخيل مشهدًا يرتبط بهذه المعلومات. يمكنك تصوير نفسك في بيئة معينة حيث تستخدم هذه المعلومات أو تقوم بترتيب الأفكار في صورة معينة في ذهنك.
يُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يستخدمون التصوير الذهني بشكل متكرر يظهرون تحسنًا كبيرًا في تذكر المعلومات بدقة وفعالية.
4. تقنية التقسيم (Chunking)
تقسيم المعلومات إلى مجموعات أصغر يسهل تذكرها هو أسلوب آخر فعّال. الدماغ البشري قادر على تذكر عدد محدود من العناصر في وقت واحد (عادةً ما يكون 7±2 عناصر). لذلك، من المفيد تقسيم المعلومات الكبيرة والمعقدة إلى أجزاء صغيرة يمكن معالجتها بسهولة.
على سبيل المثال، لتذكر رقم طويل مثل “1234567890”، يمكن تقسيمه إلى “123-456-7890″، وهو ما يسهل عملية تذكره. هذا الأسلوب يُستخدم بشكل شائع في حفظ أرقام الهواتف والمفردات الجديدة.
يمكن أيضًا تقسيم موضوعات كبيرة إلى أقسام أصغر يسهل دراستها، مثل تقسيم النصوص المعقدة إلى فصول أو مفاهيم رئيسية.
5. الربط بالعواطف (Emotional Association)
تعد العواطف من أقوى المحفزات التي يمكن أن تساعد في تعزيز الذاكرة. عندما نربط حدثًا أو معلومة بمشاعر قوية، فإننا نسهل عملية تذكرها.
على سبيل المثال، إذا كانت لديك تجربة عاطفية مرتبطة بمكان أو شخص أو حدث معين، من المرجح أن تتذكر التفاصيل المتعلقة بتلك التجربة بشكل أفضل من الأحداث التي لم ترتبط بمشاعر قوية.
يمكنك استخدام هذه الطريقة عند دراسة أو محاولة تذكر معلومات عن موضوع معين، بحيث تحاول ربط تلك المعلومات بتجربة شخصية أو عاطفية. يمكن أن يكون ذلك من خلال تخيل المواقف التي تثير مشاعر معينة أثناء تذكر المعلومات.
6. تقنية التلخيص وكتابة الملاحظات (Summarization and Note-Taking)
الكتابة هي واحدة من أقوى الطرق التي يمكن أن تساعد في تعزيز الذاكرة. عند كتابة المعلومات أو تلخيصها، فإنك تساعد الدماغ على تنظيم الأفكار وترتيبها بطريقة منطقية، مما يسهل تذكرها في المستقبل.
عند دراسة موضوع معين، يمكنك تلخيص المعلومات بطريقة مبسطة وتدوين الملاحظات بشكل مختصر. من خلال هذه العملية، يتم تحفيز عملية الفهم العميق للمعلومات، مما يجعل من السهل تذكرها لاحقًا.
كما يمكن لتدوين الملاحظات باستخدام الرموز أو الرسوم البيانية أن يساهم في تعزيز الفهم، ويساعد في ربط المعلومات بمفاهيم أخرى بطريقة مرئية.
الخاتمة
إن تحسين القدرة على تذكر المعلومات لا يقتصر على مجرد حفظها في الذاكرة، بل يتعلق أيضًا بتطبيق أساليب وتقنيات مبتكرة تساعد على تنظيم هذه المعلومات بطريقة يسهل الوصول إليها واسترجاعها في المستقبل. من خلال تطبيق الأساليب الستة المذكورة في هذا المقال، يمكنك تحسين أداء ذاكرتك بشكل ملحوظ، وزيادة قدرتك على الاحتفاظ بالمعلومات بشكل دائم.
